هدي الرسول صلي الله عليه و سلم

" لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من ولده و والده و الناس أجمعين "

رواه أحمد ، و البخاري ، و مسلم ، و النسائي ، و ابن ماجه عن أنس .


و علي هذا اختف الناس في حبهم للرسول صلي الله عليه وسلم .... فمنهم من تعلق حبه بالرسول صلي الله عليه و سلم بأوصافه فأخذ يتتبع أوصافه الخِلقية ، و منهم من زاد حبه أكثر فأخذ يتتبع أوصافه الخِلقية و الخُلقية .....

و منهم من تدبر قول الله تعالي ، حيث أمر نبيه أن يُبلغه الناس :

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبُكُمْ وَ اللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَ الرَّسُولَ فَإِنْ تَولَّوْا فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ

(31، 32 ) : آل عمران .


فعلم ان التوجه الاعظم هو لحب الله و ان علامات اثبات ذلك يأتي في محبة الرسول و ذلك عن طريق اتباع كلامه و سننه ...

لذلك كان علينا أن نبحث في هدي الرسول صلي الله عليه و سلم حتي نكون ممن يسعون لإحياء سنة النبي صلي الله عليه و سلم ... فيوردنا بذلك حوضه يوم القيامة .....

أسأل الله الإخلاص في القول و العمل ....


أسأل الله أن يرزقنا رفقة الحبيب المصطفي و أن يرزقنا شربة هنيئة من يديه الشريفتين ...

فلنبدأ إذا .....
بعد البحث و القراءة في هدي النبي صلي الله عليه و سلم ..... وجد بعض العلماء أنه يمكن تقسيم هدي الرسول صلي الله عليه و سلم إلي :.
- هديه في العادات .
- هديه في العبادات .

أما اليوم سنبدأ هدي الرسول صلي الله عليه و سلم في العادات ....

* هديه في فراشه و نومه *


قال الله تعالي في كتابه العزيز :
اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا وَ يُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

(42) : الزمر.

و نحن نعرف أن النوم هو الموتة الصغري و يجب التهيؤ لها دائما ، لذلك علينا التنبه إلي أننا في كل مرة نوم نكون أقرب ما نكون إلي ألا نغادر الفراش إلي لقاء يحدده قوله تعالي :
وَ أَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى

(42( : النجم .



فراشه :.
كان فراشه ( ما نسميه الحشية أو المرتبة ) أدما (جلدا) حشوه ليف ، و كان له مسح (نوع من الأغطية ) ينام عليه ، يثني له ثنيتين ، و ثُني له يوما أربع ثنيات ، فنهاهم عن ذلك ،و قال : " ردوه إلي حاله الأول ؛ فإنه منعني صلاتي الليلة "

قبل النوم :.
كان يجمع كفيه ، و ينفث فيهما من ريقه الشريف ، و كان يقرأ فيهما
قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ


ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما علي رأسه و وجهه ، و ما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات ، و كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال : " بسم الله وضعت جنبي ؛ اللهم اغفر لي ذنبي ، و اخسأ شيطاني ، و فك رهاني ، و ثقل ميزاني ، و اجعلني في الندي الأعلى "
رواه أبو داود و الحاكم .


إيواؤه صلي الله عليه و سلم إلي الفراش :.
كان صلي الله عليه و سلم إذا أوى إلي فراشه ينام علي شقه الأيمن ، و يضع يده اليمني تحت خده الأيمن ، و يقول : " اللهم قني عذابكَ يومَ تبعثُ عبادك "
الحديث رواه مسلم في صحيحه .


و يقول : " اللهم رب السماوات و الأرض ، و رب العرض العظيم فالقَ الحبِّ و النوى ، مُنْزِلَ التوراةِ و الإنجيلِ و القرآنِ ، أعوذُ بك من كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، و أنت الآخر فليس بعدك شيء ، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، و أنت الباطن فليس دونك شيء ، اقضِ عني الدين ، و أغنني من الفقر "
الحديث رواه مسلم في صحيحه .